الجمعة، 23 ديسمبر 2011

ما زال طويلا.. قصة لمحمد نايت داوود



مازال طويلا

لازلت أمشي وأمشي في الصحراء ... أرى أناس المعاناة يطلبون مني يد العون في شمس حارقة، ومهج فارقت أصحابها فبدت كأنها أعجاز نخل خاوية، وأدركت أن حالهم كان مثل حالي، شكوا للشمس وللصحراء.... صاحبة الضراء، وأنني سأصير مثلهم، جثة مرمية.
وسمعت صوتا ينادي باسمي ويكرره مرات عدة وأحسست بأنه يقترب مني حتى وقف أمامي، يلمسني كأنه يدغدغني فقلت له: لا لا دعني دعني........
وأرى الصحراء كأنها في شاشة تلفاز تتشوش صورتها،حتى بدا لي ظلام كأنني أعرفه، ولما رفعت جفوني عن اللؤلؤة، كانت أمي توقظني ..................
وأعلنت أنني كنت في قصة تروي نومي، ولن أكون مثل الذين فارقتهم روحهم بالجوع والعطش والشمس الحارقة، وعمري مازال طويلا، وذاك الظلام الذي كأنني أعرفه ما هو إلا الظلام الذي أراه دائما عند سكرات النوم في الليل.
 محمد نايت داوود3/2

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق